المعجزات الحسية
انشقاق القمر طلب المشركون من رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، أن يأتيهم بآية أو دليل على صدق دعوته ، وذلك قبل الهجرة إلى المدينة المنورة فطلبوا منه أن يشق القمر فرقتين ، فأعطاه الله تعالى هذه المعجزة ، التي تعتبر من أعظم المعجزات الحسية ، وعندما رأى المشركون المعاندون هذه الآية العظيمة قالوا : لقد سحركم ابن أبي كبشة
. وقد ذكر الله تعالى هذه المعجزة في كتابه العزيز إذ قال
"اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا أية يعرضوا ويقولون سحر مستمر"
تكثير الماء كانت مكة المكرمة ، كما هو معروف ، أرضا جدباء لا ماء فيها ولا زرع ، ولهذا كان رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه ، يفقدون الماء في كثير من الأوقات .
فقد حدث أنس بن مالك رضي الله عنه ، أن رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، خرج ذات يوم لبعض مخارجه معه ناس من أصحابه فانطلقوا يسيرون ، فحضرت الصلاة فلم يجد القوم ما يتوضئون به فقالوا : يا رسول الله ، ما نجد ما نتوضأ به ، ورأى في وجوه أصحابه كراهية لذلك ، فانطلق رجل من القوم ، فجاء بقدح من ماء يسير ، فأخذ نبي الله ، فنوضأ منه . ثم مد أصابعه الأربع على القدح ، ثم قال : هلموا فتوضؤا ، فتوضأ القوم حتى بلغوا فيما يريدون من الوضوء
تكثير الطعام ومما يروى في ذلك ، أن أبا هريرة كان يقول : والله إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع ، وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع ، ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجون منه فمر أبو بكر ، فسألته عن آية من كتاب الله عز وجل ، ما سألته إلا ليستتبعني فلم يفعل ، فمر عمر رضي الله عنه فسألته عن آية من كتاب الله ، ما سألته إلا ليستتبعني فلم يفعل ، فمر أبو القاسم ، صلى الله عليه وآله وسلم فعرف ما في وجهي ، وما في نفسي فقال : أبا هريرة ، قلت له : لبيك يا رسول الله . فقال : الحق استأذنت فأذن لي ، فوجدت لبنا في القدح ، قال : من أين لكم هذا اللبن ؟ قالوا : أهداه لنا فلان ، قال : أبا هريرة: قلت : لبيك يا رسول الله ، قال : انطلق إلى أهل الصفة ، فادعهم لي ، قال أبو هريرة : وأهل الصفة أضياف الإسلام ، لم يأووا إلى أهل ولا مال ، إذا جاءت رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، هدية أصاب منها ، وبعث إليهم منها ، وإذا جاءته الصدقة أرسل بها إليهم ولم يصب منها . ويتابع أبو هريرة رضي الله عنه حديثه فيقول : وأحزنني ذلك ، وكنت أرجو أن أصيب من اللبن شربة أتقوى بها بقية يومي وليلتي ، وقال أبو هريرة رضي الله عنه : أنا الرسول فإذا جاء القوم كنت أنا الذي أعطيهم وقال ك ما يبقي لي من هذا اللبن ، ولم يكن من طاعة الله ورسوله بد ، فانطلقت فدعوتهم فأقبلوا فاستأذنوا فأذن لهم رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فأخذوا مجالسهم من البيت ، ثم قال : أبا هريره خذ فأعطهم ، فأخذت القدح فجعلت أعطيهم ، فيأخذ الرجل القدح فيشرب حتى يروي ، ثم يرد القدح حتى أتيت على أخرهم ، ودفعت إلى رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فأخذ القدح فوضعه في يده وبقي فيه فضلة ، ثم رفع رأسه ونظر إلي وتبسم وقال : أبا هر ، فقلت : لبيك يا رسول الله ، قال : بقيت أنا وأنت ، فقلت : صدقت يا رسول الله ، قال : فاقعد فاشرب ، فقعد أبو هريرة فشرب ، ثم قال : اشرب ، فشرب أبو هريرة فما زال يقول لي : اشرب فأشرب حتى قلت : لا والذي بعثك بالحق ما أجد له في مسلكا ، قال : ناولني القدح ، فرددت إليه القدح ، فشرب من الفضلة
انقياد الشجر يحدثنا جابر بن عبد الله ، رضي الله عنه فيقول : سرنا مع النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم ، حتى نزلنا واديا فسيح ، فذهب رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم يقضي حاجته فاتبعته بإداوة من ماء ، فنظر فلم ير شيئا يستتر به ، وإذا شجرتان بأسفل الوادي فانطلق إلى إحداهما ، فأخذ بغصن من أغصانها ، وقال : " انقادي علي بإذن الله " ، فانقادت معه ... حتى أتي الشجرة الأخرى فأخذ بغصن من أغصانها ، وقال : انقادي علي بإذن الله ، فانقادت معه ، حتى إذا كان بالمنتصف فيما بينهما ، قال التئما علي بإذن الله فالتأمتا ....
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : كنا مع رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم في سفر ، فأقبل أعرابي ، فلما دنا منه قال له رسول الله : أين تريد ؟ قال : إلى أهلي ، قال : هل لك إلى خير ؟ قال : ما هو ؟ قال : تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، قال : هل من شاهد على ما أقول ؟ قال : هذه الشجرة ، فدعاها رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وهي على شاطئ الوادي ، فأقبلت تخذ الأرض خدا ، فقامت بين يديه ، فاستشهادها ثلاثا ، فشهدت أنه كما قال ، ثم إنها رجعت إلى منبتها ، ورجع الأعرابي إلى قومه وقال : إن يتبعوني أتيتك بهم وإلا رجعت إليك وكنت معك
حنين الجذع كان النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم ، قبل صنع المنبر الشريف ، يخطب قائما ، معتمدا على جذع نخل ، فإذا طال وقوفه ، صلى الله عليه وآله وسلم ، أو شعر بتعب ، وضع يده الشريفة على ذلك الجذع . فلما كثر عدد المصلين وضاق المسجد بأهله ، كان كثير من الناس ، لا يرون رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وخاصة من كان يجلس في آخر المسجد ، إضافة إلى تقدم العمر برسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فأشفق عليه الصحابة ، فاقترحوا عليه أن يصنعوا له منبرا ، فصنعوه ، فلما كان يوم الجمعة ، خرج رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، يريد المنبر ، ليخطب عليه ، فلما تجاوز الجذع الذي كان يخطب عنده ، صرخ الجذع صرخا شديدا ، شوقا وحنينا إلى رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فنزل رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم عن المنبر ، فوضع يده الشريفة على الجذع ومسحه ، فهدأ الجذع ، ثم خيره رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، بين أن يكون شجرة في الجنة ، وبين أن يعود شجرة مثمرة في الدنيا ن فاختار الجذع أن يكون شجرة في الجنة ، ثم قال عليه وآله الصلاة والسلام : والذي نفسي بيده لو لم التزمه لبقي يحن إلى قيام الساعة
استجابة جبل أحد عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، كان على حراء ، هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير ، فتحركت الصخرة ، واهتز الجبل ، فقال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : هدأ ، فما عليك إى نبي أو صديق أو شهيد
إخبار الشاة المسمومة لما انتهت غزوة خيبر ، وانتصر رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم على اليهود ، ودخل حصونهم ، وغنم غنائمهم ، تقدمت اليهود وسألت عن أحب الأعضاء إلى رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم من الشاة ، فلما أخبرت بذلك ، عمدت إلى الشاة فذبحتها ثم طبختها وسمتها وزادت السم في الذراع ، وقدمتها لرسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فلما جلس ومعه بعض أصحابه ، وهم بأن يأكل من الذراع ، أخبرته الذراع بأنها مسمومة ، وإن الشاة كلها مسمومة ، فقال لأصحابه : ارفعوا أيديكم ، ثم دعا اليهودية فسألها عن فعلتها . فقالت : أردت الوثوق منك ، فإن كنت نبيا أخبرتك الشاة ، وإن كنت كاذبا أرحت الناس منك ، ثم قالت : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله ..
وهناك عزيزي القارئ معجزات أخرى كثيرة ، أردنا فقط أن نضرب لك مثلا لتكون على علم بما منح الله عز وجل رسوله محمدا بن عبد الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، من معجزات دالة على صدق نبوته ورسالته
تم بحمد الله